"مراسلون بلا حدود" تُحذر من "تدهور مقلق" لحرية الصحافة بالولايات المتحدة
"مراسلون بلا حدود" تُحذر من "تدهور مقلق" لحرية الصحافة بالولايات المتحدة
حذّرت منظمة "مراسلون بلا حدود" من "تدهور مقلق" لحرية الصحافة في الولايات المتحدة، متهمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقويض الثقة في وسائل الإعلام والتضييق على الصحفيين بشكل منهجي.
ووفقاً لتقريرها السنوي، تراجعت الولايات المتحدة إلى المرتبة الـ57 عالمياً من أصل 180 بلداً، متراجعة مرتبتين إضافيتين عن عام 2023، لتصبح خلف دول مثل سيراليون، في وقت وصفت فيه المنظمة وضع حرية الصحافة عالمياً بأنه "صعب"، بحسب وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
واتهمت المديرة التحريرية للمنظمة، الصحفية آن بوكاندي، الرئيس ترامب بشن "هجمات يومية" على الصحافة منذ عودته إلى السلطة، قائلة إن "الوضع لم يكن جيداً أصلاً في الولايات المتحدة، لكنه ازداد سوءاً مع تزايد العدائية تجاه الإعلام".
ترامب وحرية الصحافة
وأشارت إلى أن إدارة ترامب "سيّست المؤسسات الفيدرالية، وخفّضت التمويل المخصص لوسائل الإعلام المستقلة، وهمّشت الصحفيين".
ولفت التقرير إلى أن ترامب عمد أيضاً إلى تفكيك خدمات إعلامية عامة موجهة للجمهور الدولي مثل إذاعة "صوت أمريكا"، مما حرم أكثر من 400 مليون شخص في العالم من الوصول إلى محتوى موثوق.
وأدى تجميد أموال المساعدات الدولية عبر وكالة التنمية الأمريكية (USAID) إلى "زعزعة الاستقرار الاقتصادي لمئات وسائل الإعلام في الخارج"، ما تسبب بإغلاق بعضها، لا سيما في أوكرانيا.
حرية الصحافة "لم تعد مضمونة"
أشارت لجنة حماية الصحفيين في تقرير موازٍ نُشر هذا الأسبوع إلى أن "حرية الصحافة لم تعد حقاً مكتسباً في الولايات المتحدة"، خاصة بعد مرور أول مئة يوم من ولاية ترامب الثانية.
ويتزايد القلق من توسّع سياسات التضييق الإعلامي، وسط تراجع ثقة الجمهور بالصحافة وارتفاع مستويات التحريض ضد العاملين في المجال الإعلامي.
عالمياً، حافظت النرويج على المرتبة الأولى للسنة التاسعة على التوالي، بينما احتلت إريتريا المركز الأخير خلف كوريا الشمالية والصين.
وشهدت بعض الدول تراجعاً حاداً، مثل غينيا التي هبطت 25 مرتبة لتصبح في المركز الـ103، بسبب ما وصفته المنظمة بـ"القيود الرهيبة"، إلى جانب الأرجنتين التي تراجعت 21 مرتبة إلى المركز الـ87.
فلسطين في وضع "كارثي"
سلّط تقرير "مراسلون بلا حدود" الضوء على الوضع في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى تراجعها ست مراتب لتحتل المرتبة الـ163.
ووصفت المنظمة الوضع هناك بـ"الكارثي"، متهمة الجيش الإسرائيلي بقتل نحو 200 صحفي خلال النزاع، في انتهاك صارخ لحرية العمل الإعلامي.